0 Commentaires
سيادة القانون
وجهة نضر حول الاصلاح التوافقي والبناء الديمقراطي
خلال فترة الحجر الصحي عرف المغرب نقاشا حقيقيا حول ثلاث محطات اساسية تعتبر بمثابة تمرين ديمقراطي حقيقي يتعلق الاول بقانون 22.20 المتعلق بالرقابة على الفضاء الالكتروني والثاني بدعوة احد امناء الاحزاب لحكومة وحدة وطنية والثالث حول احتجاج المحامين على عدم احترام المساطر القانونية في افراغ مكتب زميلهم في المهنة .
القاسم المشترك بين المحطات الثلاث هو الممارسة والخيار الديمقراطي واحترام سيادة القانون وتفعيل اليات الرقابة الدستورية والشعبية .
وهو مايقتضي من وجهة نضرنا الشخصية ابداء بعض الملاحضات
اولا :ان هذه المحطات وماواكبها من ردود فعل تبين ان المغاربة قادرين على الدفاع على حقوقهم ومكتسباتهم الديمقراطية كما جاء في الوثيقة الدستورية والتي تاصلت عبر مسار ديمقراطي شاق ساهموا فيه على مدى عقود كما تبين ان هناك اليات ضغط جديدة تتمثل في هجرة جماعية للشباب عبر فضاءات جديدة ومبتكرة للتواصل بعيدا عن الوساءط التقليدية (الاحزاب ،النقابات.....)اتاحت لهم حرية التفكير والابداع الحر بعيدا عن النسق التقليدي للفاعل والفعل السياسي على حد سواء وقادرة على ممارسة الضغط .
ثانيا :ان ضاهرة السجالات والخرجات الاعلامية والمبادرات الفكرية من هنا وهناك تروم خلخلة الوضع السابق الذي اشتهر بالجمود والروتينية على مستوى النقاشات العمومية وتضل هذه النقاشات في معضمها معطى مهم يعكس المناخ الايجابي المطلوب لاخصاب الممارسة الديمقراطية على الرغم من محاولة بعض الاطراف تبخيسها وتقييدها والبعض الاخر اعطاءها حجم اكثر مما تحتمل
ثالثا :ردة الفعل القوية تجاه هذه المحطات الثلات تزيد من حدة القطيعة النفسية بين المواطنين والسياسة والاحزاب يؤدي ثمنها الاجيال القادمة
رابعا :صحيح ان السياسة استغلها البعض للحصول على امتيازات وتقوية نفوذه السياسي والاقتصادي بل هناك من جعل من اليات الوساءط الاجتماعية ضيعة وثكنة خاصة به وبزبانيته وصحيح انه من حقنا كمواطنين انتقاد السياسين وممارسة الرقابة عليهم لكن هذا لايعني اننا نبخس المؤسسات الحزبية والعمل السياسي لانه بذلك نقضي على اسس الديمقراطية وقواعدها المتعارف عليها وتجعل الدولة نفسها في مواجهة احتجاجات غير مؤطرة في ضل الثورة الرقمية
خامسا :تعكس هذه المحطات طبيعة النخب التي تسهر على تنزيل الاصلاحات الدستورية وهو مايقتضي افراز نخب جديدة قادرة على تمثيل الاحزاب بعيدا على حساب المقاعد (الاعيان رجال المال...)وقادرة على تطوير اللعبة السياسية
سادسا :المحطات الثلاث تؤشر لوعي جمعي اساسه تنامي القوى الجديدة في الحراك الاجتماعي والنضال الحقوقي والمدني وان ضيق افق التحرر والكرامة والدفاع عن المؤسسات الدستورسة وسيادة القانون لم تعد قدرا محتوما .