الجهوية و المواطنة

بسم الله الرحمن الرحيم. تعتبر الجهوية مطلبا سياسيا و تدبيريا لتسيير شؤون المواطنين، و تعتبر أيضا توجها و ورشا مفتوحا للدولة الإجابة على هذا المطلب. لكن أي جهوية نريد؟ هل جهوية تعزز تماسك الوطن و وحدته أم جهوية تقوم بتفكيك هذه الوحدة. إسهاما مني كمواطن في مغرب اليوم أود أن ادلي بدلوي في هذا النقاش الذي فتحته لجنتكم الموقرة. ما أحوجنا اليوم إلى تعزيز الشعور بالمواطنة و الافتخار بالهوية المغربية بكافة روافدها. فإذا كانت الجهوية توجها سياسيا يعزز لا مركزية الدولة و يمنح للجهات اختصاصات تدبيرية وفق خصوصية كل جهة. فإن تخوفي من أن تتحول الجهات أداة للتفكيك أو إثارة للنعرات. مغرب الغد الذي أتمناه هو مغرب موحد و أن تكون الجهات فيه متضامنة و مشاركة في رسم السياسات العامة للدولة في كافة الميادين. نقطة أخرى أود الإشارة إليها محاولة مني في فهم اختلالات مغرب اليوم. في نظري أرى أننا نعيش في مغرب اليوم أزمتين حقيقيتين تعيقان تطور بلدنا، و هما: أزمة تواصل و أزمة ثقة. فمؤسساتنا لا تتواصل بطريقة صحيحة و هو ما يؤدي إلى اضعاف منسوب الثقة فيها، و هو ما يؤدي بنا إلى اضعاف هاته المؤسسات و تأخير الإستجابة للانتظارات. في الختام خالص الشكر للجنتكم الموقرة، راجيا من العلي القدير أن يوفقكم في مهمتكم التي كلفتم بها من طرف جلالة الملك نصره الله و أيده. والسلام عليكم ورحمه من الله و بركاته.